ثامن محاولة انتحار حرقا في مصر وسقوط 3 من أعلى عقارات بالإسكندرية
الأربعاء , 19 - 1 - 2011 الساعة : 6:37 مساءً
محيط - محمد مفتاح
بعد يوم من وفاة شاب متأثرا بحروق من الدرجة الثالثة بعد أن أشعل النيران بجسده في الإسكندرية احتجاجا على البطالة ، لقي شخصان مصرعهما يوم الأربعاء الموافق 19 يناير وأصيب آخر بعد سقوطهم من أعلى عقارات بمناطق مختلفة بالمحافظة ذاتها .
وكانت مديرية أمن الإسكندرية تلقت بلاغا بمصرع شخص بعد سقوطه من أعلى عقار بشارع أحمد فتحي بمنطقة الرمل وأفادت التحريات أنه شاب يبلغ من العمر 23 عاما ويعمل بمطعم والده وقام بإلقاء نفسه من شرفة المنزل بالطابق السادس وبسؤال شقيقته أكدت أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية وغافلها أثناء تواجدهما بالمنزل وألقى بنفسه من الشرفة ليلقي مصرعه في الحال.
كما تلقت مديرية أمن الإسكندرية بلاغا بإصابة شخص بجروح خطيرة بعد أن ألقى بنفسه من الطابق الخامس بمنطقة الدخيلة وتبين من التحقيقات أن "أ م - 30 عاما " عاطل قام بإلقاء نفسه من شرفة الطابق الخامس بالعقار الكائن بشارع الطلحاوي بالدخيلة أثناء مشاجرة نشبت بينه وبين سائق مما دفعه لإلقاء نفسه من أعلي العقار هربا منه ، الأمر الذي أدى إلى إصابته باشتباه في الارتجاج وكسور بمناطق مختلفة بالجسم وتم نقله لمستشفي العامرية العام .
وبجانب الحادثتين السابقتين ، تلقت مديرية أمن الإسكندرية أيضا بلاغا بمصرع شخص بعد سقوطه من أعلى عقار بشارع الملك حفني في منطقة المنتزه .
وأفادت التحريات أن "م ج - 17 عاما " ويعمل فني تركيب أطباق صناعية لقي مصرعه بعد أن سقط من أعلى عقار مكون من 13 طابق لاختلال توازنه أثناء محاولته تركيب أحد الأطباق الصناعية ليسقط بفناء مدرسة "على جاد" المجاورة للعقار ليلقى مصرعه ولم يتهم والده أحد بالتسبب في وفاته ، وتم تحرير محاضر بالوقائع الثلاث السابقة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
حالات الانتحار
عبده عبد المنعم بعد حرق نفسه
وكانت مصادر طبية في الاسكندرية أعلنت يوم الثلاثاء الموافق 18 يناير عن وفاة شاب عاطل عن العمل أضرم النار في نفسه ، موضحة أن الشاب ويدعى أحمد هاشم السيد البالغ من العمر 25 عاما توفى متأثرا بحروق من الدرجة الثالثة بأنحاء الجسم فى مستشفى الاميرى الجامعى نقل إليه صباح الثلاثاء الموافق 18 يناير بعدما أضرم النار في نفسه فوق سطح العقار بمنطقة خورشيد التي يقطنها في مدينة الاسكندرية الساحلية.
ومن جانبها ، كشفت مصادر أمنية أن ذوي الشاب المنتحر أبلغوا الأمن أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية ، موضحة أنه بالتحري من قبل رجال البحث الجنائي عن كيفية إصابة السيد تبين أنه يعيش مع أسرته بمنطقة خورشيد وأنه عاطل عن العمل وأفاد والده ويدعى هاشم السيد محمد "67 عاما " أن نجله غافل الأسرة وصعد إلى سطح العقار سكنهم ثم سكب الكيروسين على جسده وأشعل النيران التي أمسكت بملابسه وتسببت في حالة من الفزع لسكان العقارات المجاورة.
واللافت للانتباه أن الحالة السابقة لم تكن الأولى التي تقع في مصر على غرار واقعة التونسي محمد البوعزيزي الذي أشعل انتفاضة شعبية تسببت بالإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي ، ففي 19 يناير ، هدد أفراد أسرة مصرية بإشعال النار في أنفسهم أمام مجلس الشعب المصري مساء الاربعاء احتجاجا على هدم منزلهم بالاسماعيلية.
ووفقا لشهود عيان ، فقد وصل شخص يدعى "منصور س " وأسرته إلى المكان الذي يوجد فيه مجلس الشعب وهددوا بإحراق أنفسهم إلا أن قوات الأمن اشتبكت معهم وأجبرتهم على الرحيل ، إلا أن منصور أصر على التوجه إلى بوابة "5" بمبنى الإذاعة والتليفزيون ومعه حقيبة سوداء بها عدد من الزجاجات الممتلئة بالبنزين.
وجاءت الحادثة السابقة والتي تعتبر الثامنة من نوعها في مصر خلال 3 أيام فقط متزامنة مع محاولة موظف يدعي "مصطفي م - 52 عاما " بشركة إندوراما بين تكستيل "غزل شبين الكوم سابقا" إشعال النيران في نفسه احتجاجاً علي قيام الإدارة الهندية بنقله إلي إدارة الأمن بالشركة "تعسفيا" لتصفية العمال المثبتين بالشركة بالمخالفة لبنود عقد بيع الشركة الذي يمنع الإدارة من نقل العمال والموظفين إلي أماكن تخالف تخصصاتهم ودرجاتهم المالية .
وتمكن زملاء الموظف من منعه من إشعال النيران في نفسه بعد استخدامه للبنزين في محاولة الانتحار احتجاجاً علي قرار الإدارة.
وفي 19 يناير أيضا ، حاول موظف بشركة مياه مسطرد إشعال النار في نفسه أمام محافظة القاهرة احتجاجا علي منع المحافظة تسليمه شقه بديلة .
ووفقا لشهود عيان فإن شخصا يدعى "حازم ع" وقف أمام محافظة القاهرة وظل يهتف ضد المحافظة ، مطالبا بالحصول علي شقة وهدد بأن يشعل النار في نفسه إن لم تستجب له .
وكان هذا الشخص يحمل زجاجة في يده وفور أن صرخ تجمع حوله أمن المحافظة وأمسكوا به واكتشفوا أنه يمسك بزجاجة فارغة وطالبوه بإبراز بطاقة الرقم القومي الخاصة به فاكتشفوا أنه من سكان مسطرد فقالوا له إنه يسكن في منطقة لا علاقة لها بمحافظة القاهرة وإنها تقع في نطاق محافظة القليوبية وطلبوا منه الانصراف من أمام المحافظة والتوجه إلي محافظة القليوبية .
وقبل يوم من الحوادث الثلاث السابقة وتحديدا في 18 يناير ، حاول موظف أمن بشركة مصر للطيران إشعال النار في نفسه أمام نقابة الصحفيين احتجاجا على تعنت رئيس قطاع الأمن بالشركة معه .
وأفاد مراسل شبكة الإعلام العربية "محيط" أن عددا من الصحفيين الذين تصادف وجودهم أمام النقابة فوجئوا وهم يحاولون منع هذا الشخص من إشعال النار في نفسه بإصابته بغيبوبة سكر وعلى الفور استدعوا سيارة الإسعاف .
وبعد أن استعاد وعيه ، قال محمد عاشور وهو من منطقة شبرا ولديه 3 أبناء "بنتان وولد" إنه تعرض لفرض جزاءات وخصومات مالية عليه وعدم صرف حوافزه علي مدي 3 سنوات متتالية.
وأضاف عاشور "53 عاما " أنه حصل علي حكم محكمة القضاء الإداري برفع جميع الجزاءات المنسوبة إليه وصرف كل مستحقاته وعودته إلي عمله وصرف البدل النقدي الخاص به .
وتابع أنه ذهب إلي مقر رئاسة الجمهورية لحل مشكلته ورغم أن المسئولين وعدوه بحل أزمته إلا أنه قرر شراء "جركن" به 4 لتر من البنزين لإشعال النار في نفسه أمام نقابة الصحفيين.
وفي 18 يناير أيضا ، قام محامي بإشعال النار بنفسه أمام مبنى مجلس الشعب في شارع القصر العيني وسط القاهرة ، فيما نجحت قوات الشرطة فيما بعد في إحباط محاولة موظف بالمعاش إحراق نفسه هو الآخر في المكان ذاته ، هذا بالإضافة إلى حادثة الشاب أحمد في الإسكندرية.
وكانت بداية الشرارة في هذا الصدد في 17 يناير عندما قام مصري يدعى عبده عبد المنعم بإشعال النار في نفسه أمام البرلمان احتجاجا على عدم صرف حصة إضافية من الخبز المدعم للمطعم الخاص به بمحافظة الاسماعيلية .
بيان الأزهر
محمد البوعزيزي وهو يحرق نفسه
وعلقت مؤسسة الأزهر الشريف على ما سبق قائلة إن الإسلام يحرم إزهاق الأرواح لأي سبب كان وذلك بعد تعدد محاولات الانتحار حرقا في مصر والجزائر وموريتانيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأزهر الشريف محمد رفاعة الطهطاوي :" إن القاعدة الشرعية العامة تؤكد أن الإسلام يحرم الانتحار تحريما قطعيا لأي سبب كان ولا يبيح للانسان أن يزهق روحه كتعبير عن ضيق أو أحتجاج أو غضب".
وأضاف "الأزهر لا يمكن أن يعلق على حالات الاشخاص الذين يقومون بحرق أنفسهم باعتبار أنه ربما يكون هؤلاء في حالة من الاضطراب العقلي أو الضيق النفسي اضطرهم إلى فعل ذلك وهم في غير كامل قواهم العقلية ، لا نستطيع أن نحكم على هؤلاء وأمرهم إلى الله وندعو لهم بالمغفرة" ، وأشار الطهطاوي أيضا إلى أن الإسلام يحرم الانتحار بصفة عامة كقاعدة شرعية لأي سبب كان".
يذكر أن حوالي 15 شخصا حاولوا الانتحار إما بإشعال النار في أنفسهم أو بطرق أخرى خلال الأيام الأخيرة في الجزائر وموريتانيا ومصر واليمن وهو الأمر الذي دفع البعض للتحذير من أن واقعة "بوعزيزي" تنتشر كالهشيم في أغلب الدول العربية بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وغياب الإصلاحات السياسية.